الجمعة، 18 فبراير 2011

قصيدة من أجل تونس


1


عندما رأى الزعيم الكرسي لأول مرة
خفق قلبه بشدة
وارتعشت أطرافه عن آخرها
حسم أمره ولم يتردد لحظة واحدة
مضى إلى الشعب وطلب يده
ومن أول يوم
سقط الزعيم في حب الكرسي
وسقط الشعب في الورطة!

2

عندما كان الزعيم يضجر
كان يفتح فمه لكي يتثاءب
وفي قمة تثاؤبه كان يسهو
وكان يبتلع أبناء شعبه...

3

عندما كان الزعيم يريد أن يرفه عن نفسه
كان يضحك ملء شدقيه
ومرة أخرى
يكون ضروريا أن يفتح فمه
كاشفا عن أنيابه الحادة!

4

عندما كان ينام الزعيم
كان يأتي إليه الشعب بالمظالم شاكيا باكيا
وفي كل مرة يأمر بحبسه في القارورة
وبمجرد ما يستفيق في الصباح ويتذكر الحلم
يطل من شرفة قصره الرئاسي
فيرى شعبا كبيرا ومظلوما
فينظر قرب سريره
فيرى القارورة
ثم يبتسم بخبث!

5

عندما كان يحزن الزعيم
ينقطع إلى نفسه ويفكر مليا
أين سيمضي كرسيه بعده؟
فيقوم إلى القارورة ويحطمها
فلا يعود يرى الحلم الكريه
ولا يصبح حزينا!

6

عندما تناثرت شظايا الشعب ارتاح الزعيم
فقام إلى الشرفة
فلم يجد من يهتف بحياته
فعاد إلى غرفته ولملم شظايا القارورة
وذهب إلى النوم
فرأى مرة أخرى الشعب يأتي إليه في الحلم بالمظالم شاكيا باكيا
فاستفاق فرحانَ وذهب إلى الشرفة
فلم يتحقق حلمه
ولم ير شعبه قط..

7

الشعب تعب من هذا الحب القاسي
لملم شظاياه وخرج في المظاهرة
وهتف بصوت واحد:
«يسقط الزعيم»!
خرج الزعيم ضده بمفرده
وهتف بصوت واحد:
«يسقط الشعب»!
سقطا معا في الشارع
جرحا واختلطت دماؤهما
عندما فهم الزعيم أن الشعب عزم أمره على الطلاق
صاح فيه مترجيا
«نعيش معا، نعيش معا»!
كان الزعيم يريد أن يعود الشعب من المظاهرة إلى بيته حيا
لكي يسلم لأبنائه
ويعود الزعيم حيا إلى قصره ويسلم لكرسيه!

8

أخيرا سقط الزعيم من شرفة قصره الرئاسي
جاء المعزون
جاء الذباب
وجاءت بقية الحشرات
هبت الريح
الزعيم الجبان تعفن
التاريخ مر
وتقزز!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق