السبت، 26 فبراير 2011

صكوك الثورة (1-2)


في ندوة نظمتها إحدى الجرائد في أحد فنادق الرباط حول «الوضع العربي وما إذا كان يشهد موجة رابعة من الديمقراطية»، شاركت مجموعة من الأشخاص، الذين كانوا خلال الأمس القريب ينتمون إلى رجالات البلاط والمربع الذهبي للسلطة، بمداخلات نارية وثورية جعلت ألسنة كثيرين من الثوريين والمعارضين الحقيقيين تنعقد من الدهشة.
وبما أن جلد جريدة «المساء» كان مبرمجا ضمن محاور الندوة، فقد أشرف السي بوعشرين، متعهد الندوة، على توزيع المايكروفون بدقة متناهية على متدخلين محددين سلفا، بالشكل الذي جعل نصف التدخلات تنصب حول مهاجمة «المساء» وتخوين مديرها، عوض طرح أسئلة حول موضوع الندوة. حتى شك البعض في أن لائحة مطالب التغيير والإصلاح ستضم مطلبا عاجلا بإقفال «المساء» وعرض مديرها على المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.

الجمعة، 25 فبراير 2011

روح العصر

البعض ركز، خلال تنصيب الملك للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، على أسماء بعض الأعضاء الذين نعثر عليهم في مؤسسات أخرى، فيما البعض الآخر طرح سؤالا وجيها يتعلق بمدى حاجة المغرب إلى المزيد من المؤسسات الدستورية، بحكم أن المشكلة في المغرب ليست هي المؤسسات وإنما عدم فاعليتها تحديدا.
أما الأكثر بحثا عن الأخطاء الصغيرة في نقل الخطاب الملكي، فقد سجلوا تداخل بداية هذا النقل التلفزيوني  للخطاب مع وصلة إشهارية لشركة «ميديتيل».
ولعل ما يجب أن يثير انتباهنا في هذا الخطأ التقني غير المقصود هو أن التقني، الذي وقع فيه، لازال يشغل منصبه ولم يتم طرده. وهذا، في حد ذاته، تغيير كبير في عقلية المسؤولين عن البروتوكول الملكي والمشرفين على الإعلام العمومي.
فقد كانت عادة هؤلاء المسؤولين أن تتم التضحية بكل موظف أو مساعد أخل بالضوابط والقوانين الصارمة والموغلة في القدم والجمود للبروتوكول الملكي.

الخميس، 24 فبراير 2011

المؤامرة

كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال له عمر: «ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم».
وإذا كان العدل أساس الملك، فإن المتآمرين على الملك والراغبين في تصفية حساباتهم القديمة معه، يعرفون أن الظلم هو الطريق الوحيد للوصول إلى ذلك.
واليوم أصبح واضحا أن هناك مؤامرة ضد الملك يستعمل فيها الظلم كأداة للتشويه والإضرار بهدف تقويض أسس الملك ووضعه محط مساءلة.
لقد تتبعت بدقة التحركات الخفية لبعض الأطراف داخل جهاز القضاء أياما قليلة قبل الإعلان عن تظاهرات 20 فبراير، واكتشفت أن هناك جهات داخل القضاء تبحث لكي تضع المؤسسة الملكية في واجهة الصراع مع مطالب الشارع.
هل هي مصادفة أن تبعث جهات قضائية في خنيفرة، عشرة أيام قبل موعد مسيرة 20 فبراير، استدعاء للمثول أمام المحكمة إلى المحامية التي سبق لها أن رفعت دعوى قضائية ضد حفصة أمحزون، خالة الملك؟

الأربعاء، 23 فبراير 2011

2011 Windows


في دول عربية كثيرة، كمصر وتونس واليمن والبحرين، ظلت عجلة الإصلاح متوقفة لأكثر من ثلاثين سنة، وفي دول أخرى، كليبيا، ظلت العجلة متوقفة لأكثر من أربعين سنة. ولذلك، فمن الطبيعي أن هذه العجلة الثقيلة عندما تتحرك، بعد طول توقف، فإنها تدور بسرعة مفاجئة تتسبب في سحق كل من يقف أمامها.
في المغرب، دارت عجلة الإصلاحات منذ أكثر من عشر سنوات. المشكلة أن هذه العجلة توقفت فجأة في السنوات الأخيرة عن الحركة، لأسباب كثيرة، بعضها مرتبط بحسابات النظام والمحيطين بالنظام الذين عملوا على خلق الفراغ حوله لعزله عما يحدث على أرض الواقع، وبعضها الآخر مرتبط بالنخبة السياسية التي ظلت تقايض مطالبها الإصلاحية بالحقائب الوزارية.
اليوم، يجمع الكل في المغرب على ضرورة تحريك عجلة الإصلاحات بعد تشحيمها حتى تدور دون أن يسقط مغربي واحد في الشوارع بسببها.

الاثنين، 21 فبراير 2011

ما العمل؟


من يعتقد أن كل مشاكل المغرب السياسية والاجتماعية والاقتصادية سيتم حلها مباشرة بعد احتجاجات 20 فبراير، فهو مخطئ. كما أن من يعتقد أن مغرب ما بعد 20 فبراير سيظل هو نفسه مغرب ما قبل 20 فبراير مخطئ مرتين.
ما حدث في تونس ومصر وما يحدث حولنا في بلدان الشرق الأوسط والمغرب العربي يجب أن يجعلنا مقتنعين بأن المغرب يوجد اليوم في مفترق طرق، فإما أن نختار طريق الديمقراطية، أي القبول بإجراء إصلاحات عاجلة والقبول بالاختلاف وتدبير هذا الاختلاف وفق ما تقتضيه الأعراف الديمقراطية الكونية، وإما أن نختار طريق الجمود والتحجر، وبالتالي الدخول بالمغرب في مقامرة غير مأمونة المخاطر.
عندما نتأمل شعارات ومطالب الحركات الشبابية والسياسية والحقوقية التي تشارك في احتجاجات 20 فبراير، نستنتج أن لكل هيئة مطلبها الخاص الذي تناضل من أجله، كما أن لكل تيار رسائله التي يود إيصالها إلى النظام من خلال إعلانه قرار المشاركة.

السبت، 19 فبراير 2011

اللي بغاها كلها يخليها كلها

طيلة الفترة التي تلت انتفاضتي الشعبين التونسي والمصري، سمعنا آراء ومواقف متباينة لزعماء سياسيين وحزبيين وحقوقيين، منهم من يرى ضرورة وصول رياح الثورة إلى المغرب مناديا بإسقاط النظام، ومنهم من يرى ضرورة وصول رياح التغيير وإصلاح الدستور، ومنهم من يرى ضرورة تسريع الإصلاحات.
وإذا كان بعض هؤلاء السياسيين والحقوقيين والحزبيين يعبر عن مواقفه انطلاقا من قناعات راسخة، وهو أمر يجب أن يتم احترامه انسجاما مع مبادئ حرية التعبير، فإن البعض الآخر يستغل ما حدث في مصر وتونس لتصفية حساباته القديمة مع خصومه السياسيين في المغرب.
استغلال خطاب الثورة لتصفية الحسابات ليس مقتصرا على السياسيين والحزبيين، وإنما يشمل حتى بعض المليارديرات المغاربة، كان أبرزهم الملياردير ميلود الشعبي الذي نظم الطلبة على شرفه لقاء في أحد فنادق الدار البيضاء.

الجمعة، 18 فبراير 2011

الديمقراطية هي الحل


شكلت الانتفاضات الشعبية، التي أطاحت بالدكتاتورين بنعلي وحسني مبارك وزلزلت أركان العديد من الأنظمة العربية في الشرق الأوسط والمغرب العربي، فرصة مناسبة لبعض الأحزاب والحركات السياسية والتنظيمات الحقوقية والشبابية ورجال الأعمال المغاربة والصحافيين للتعليق على انتفاضتي تونس ومصر، والتعبير عن مواقفهم من مطالب التغيير التي حددت يوم 20 فبراير موعدا للحسم في هذه المطالب في الشارع.
كمتتبع لردود الأفعال المتباينة التي صدرت عن هذه الجهات، أود أن أدلي بملاحظات شكلية وأخرى جوهرية حول دوافع ومحركات هذه الجهات، أرجو أن يتسع لها صدرها وصدر من تتوجه إليهم بمطالبها المنادية بالتغيير.
نبدأ اليوم بالسياسيين، على أن نمر غدا إلى رجال الأعمال، لكي ننتهي إلى الصحافيين وبعض الحقوقيين.
بالنسبة إلى الذين يمارسون السياسة، فما حدث في تونس ومصر وما يلوح في دول عربية أخرى من بوادر التغيير، يعتبر فرصة تاريخية لا تعوض لمفاوضة النظام والضغط عليه للاستجابة لمطالبهم السياسية.

مناقشة هادئة لقضية ساخنة


الأصوات المطالبة بالتغيير اليوم في المغرب قسمان: قسم أول يتحدث بخلفية حزبية وإيديولوجية، لديه مطالب تغيير سياسية بالأساس، يضع تغيير الدستور والملكية والحكومة والبرلمان ضمن مطالبه الأساسية والمستعجلة.
وهي مطالب سياسية ليست جديدة كما قد يعتقد البعض، بل سبق أن تبنتها أحزاب وتنظيمات سياسية وحقوقية، وراسلت بشأنها القصر أكثر من مرة.
وقسم ثان يتحدث بخلفية اجتماعية، مطالبا بالشغل والسكن والعدالة والزيادة في الأجور وخفض الأسعار، وما إلى ذلك من مطالب تشكل المعركة اليومية لملايين المغاربة.
وهي أيضا مطالب ليست بالجديدة، وفي كل المدن والقرى والمداشر المغربية، ومنذ سنوات طويلة، هناك مسيرات واعتصامات وإضرابات تحدث بشكل يومي.

المقدمة والمتن


في أسبوع واحد، انسحب من الساحة المصرية عسكريان شاركا معا في حرب 73 ضد العدو الإسرائيلي، وخرجا منها معا خروج الأبطال. الأول اسمه الجنرال الشاذلي الذي استطاع أن يحافظ على نقاوة الثورة داخله، متنقلا بشعلتها عبر المنافي التي ساقه إليها رفاقه القدامى، إلى أن أسلم الروح. والثاني اسمه حسني مبارك الذي حوّل الثورة في داخله إلى ثروة في البنوك، إلى أن غادر قصره الرئاسي ملوما مدحورا، بعدما أرعبته محاصرة ألوف المصريين الغاضبين لقصوره الرئاسية ومؤسساته الرسمية، فلم يبق له من حل سوى حزم حقائبه والفرار مثل اللص إلى منتجعه بشرم الشيخ، على بعد خطوات من الجيش الإسرائيلي الذي سيتولى حمايته.
هكذا، ستخلد كتب التاريخ اسم الجنرال الشاذلي كرمز من رموز الثورة، فيما ستخلد الكتب ذاتها اسم حسني مبارك كرمز من رموز الثروة المسروقة من عرق الشعب المصري الذي استطاع،

الروليت الروسية


بعد إعطائه حوارين صحفيين في كل من «النوفيل أوبسيرفاتور» و«إلباييس»، حيث لخص موقع المغرب مما يحدث حوله بحتمية وصول الانتفاضة إليه، وبعد نشره لمقال رأي في «لوموند ديبوماتيك» حول الانتفاضات الأخيرة التي يشهدها العالم العربي، وجد الأمير مولاي هشام نفسه، في الدقيقة الأخيرة من حلقة ليلة الاثنين من برنامج «كلمات متقاطعة» على القناة الفرنسية الثانية، أمام سؤال مباشر ومفاجئ وصادم.
وبذكائه الإعلامي ومكره السياسي الكبير، ختم منشط البرنامج «ييف كالفي» أسئلته إلى ضيفه مولاي هشام بسؤال يطرحه الجميع في السر: «هل تريد أن تطيح بابن عمك الملك من على عرش المملكة المغربية؟».
فما كان من الأمير مولاي هشام سوى أن استنجد بسخريته السوداء لكي يسأل بدوره مقدم البرنامج: «في حدود علمي، فهذا البرنامج اسمه «كلمات متقاطعة» وليس «الروليت الروسية»».

في معنى الثورة


مع ما حدث في تونس ويحدث في مصر وبلدان الشرق الأوسط، أصبحت الثورة على كل لسان، وصار كل من لديه صفحة في «الفيسبوك» أو «تويتر» يكتب عليها بيانا إيديولوجيا يضع فيه مطالب الشعب، دون حاجة إلى استشارته طبعا، ويحدد موعدا للثورة ويشرع في توزيع الدعوات على المشتركين في المواقع الاجتماعية، كما لو أن الأمر يتعلق بحفلة من حفلات أعياد الميلاد.
كثيرون يعتقدون أن ما حدث في تونس ويحدث في مصر هو التجسيد الأمثل لمفهوم الثورة. وإلى اليوم، لا أحد يستطيع أن يجزم بمعرفته بالجهات التي تختار أسماء هذه الثورات، من ثورة الياسمين إلى ثورة الفل إلى ثورة مقبلة تحمل اسم أحد الأزهار أو الثمار الحلوة، رغم أن الثورة تقتات على الدماء والأشلاء وليس على الورود والأزهار.
كثيرون يلوكون اسم الثورة هذه الأيام دون أن يعرفوا ما الذي تعنيه حقيقة، فأغلبهم مأخوذ بشاعرية الاسم المحاط بعبير الأزهار والورود والذي يخفي رائحة الدم والبارود.

الكراكيز


هناك خبر مهم لم تلتفت إليه وسائل الإعلام العربية في زحمة الأخبار القادمة من أرض الكنانة. الخبر يتعلق بإقصاء اسم عسكري كبير كان مرشحا لشغل منصب رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي. والسبب هو اكتشاف لجنة فحص ملفات المرشحين أن الجنرال لم يصرح للجيش، ضمن لائحة الممتلكات التي يتوفر عليها، بقطعة أرضية ضمها إلى حديقة بيته الريفي.
وبما أن الجنرال أخفى هذه القطعة الأرضية عن أنظار المؤسسة العسكرية التي يشتغل معها، فإن لجنة الاختيار قررت سحب اسمه من اللائحة وقدرت أنه لا يستحق أن يتحمل مسؤولية رئيس أركان هذه المؤسسة.
هذا الكيان، الذي يتشدد مع جنرالاته ووزرائه ورؤسائه الذين يرمي بهم في السجن إذا ثبت تورطهم في سرقة المال العام، هو الكيان نفسه الذي يقف إلى جانب حسني مبارك ويساند بقاءه في السلطة رفقة لصوصه ضدا على رغبة شعبه ورغبة المنتظم الدولي بأسره،

الكرسي الكهربائي


من يرى كيف يلتصق حسني مبارك فوق كرسي الرئاسة بهذا الشكل السخيف والمخجل، يصاب حقا بالصدمة وهو يرى كيف يصر عجوز مسن وصل الثمانين من عمره على الاستمرار في الجلوس فوق كرسي الحكم لمزيد من الوقت ضدا على رغبة شعبه والمنتظم الدولي.
تقول النكتة إن مبارك أطل من شرفة قصره الجمهوري فرأى آلاف المصريين يهتفون بالشعارات، فسأل مساعده: ماذا يريد هؤلاء المصريون؟ فقال له مساعده إنهم جاؤوا لكي يودعوه. فتساءل مبارك مستغربا:
- هوما رايحين فين؟
هذه النكتة تلخص الوضع المصري ببساطة شديدة. فالرئيس حسني مبارك لا يتخيل للحظة واحدة أن يقوم عن الكرسي الذي ظل يجلس فوقه أكثر من ثلاثين سنة. وإذا كان يجب على جهة ما أن تغادر فهي الشعب وليس الرئيس الذي أصبح يتصور نفسه أقوى وأشجع وأحسن وأذكى من الجميع.

رفقا بالوطن


لم يفهم كاتب رأي في جريدة «ليبيرتي» الجزائرية كيف أن المغرب لازال، إلى حدود اليوم، ينعم بالاستقرار ولم تندلع في أرجائه تلك الثورة الدموية الموعودة التي تنبأ بها للمغرب بعض المنجمين في المجلات والجرائد الفرنسية والإسبانية.
وإذا كان كاتب الرأي الجزائري قد أصيب بالحيرة وهو «يحلل» الوضع المغربي، فإن ما تسميه جبهة البوليساريو «وكالة الأنباء الصحراوية»، وجدت في ما صرح به الأمير مولاي هشام لجريدة «إلباييس» مادة دسمة استعملتها في صياغة قصاصة تفضح لوحدها مخطط هؤلاء المنجمين والجهات الواقفة خلفهم.
وهكذا، كتبت وكالة أنباء البوليساريو أن «الأمير مولاي هشام نبه إلى أن الثورة الشعبية، التي أسقطت الرئيس التونسي والتي تعصف بالشارع المصري ضد نظام حسني مبارك، في طريقها إلى «الإطاحة» بالنظام الملكي المغربي».

أولاد الأبالسة


ما قلناه هنا في عمود «صباح الفل والياسمين» من كون القوى الدولية تراعي مصلحة إسرائيل قبل مصلحة الشعب المصري، أكدته بالأمس جريدة «جيروزاليم بوسط» الإسرائيلية.
فقد طالبت الجريدة بانتقال «منظم» للسلطة في مصر بشكل يخدم مصلحة إسرائيل، أولا، ومصلحة الشعب المصري، ثانيا.
ومصلحة إسرائيل تقتضي أن يخلف مباركَ رئيسٌ يقود حكومة تحترم اتفاقية السلام الموقعة سنة 1979 في «كامب ديفد» بين مصر وإسرائيل. هذه الاتفاقية التي يجب أن تسمى، في الحقيقة، اتفاقية الاستسلام وليس السلام، لأن كل بنودها تصب في مصلحة إسرائيل.
فقد مكنت هذه الاتفاقية إسرائيل من ضمان استسلام الجيش المصري، مما أعطاها الفرصة لكي تتوغل نحو الجنوب اللبناني وغزة. واليوم مع بروز شبح الإخوان المسلمين في الشارع المصري الثائر وتطلعهم إلى لعب دور سياسي داخل الحكومة المنتظرة،

ثوار من صنف خمسة نجوم

مثلما تجرأت الصحافة الإسبانية على اختلاق قتلى وهميين بين المدنيين في أحداث العيون الأخيرة، واستعملت صور الأطفال الفلسطينيين لإيهام الرأي العام الإسباني بحقيقة ما أسمته كتيبة الصحافيين الإسبان بحرب الإبادة، عادت الآلة الإعلامية نفسها قبل يومين إلى نشر أخبار كاذبة حول تحرك فرق الجيش المغربي من الجنوب باتجاه الشمال تحسبا لإخماد انتفاضات شعبية قد يشهدها المغرب أسوة بما حدث في تونس ويحدث في مصر. ولكي تعطر الخبر بتوابله الضرورية، عممت الصحف إياها أخبار وقفات احتجاجية نظمتها إحدى الجمعيات في طنجة حول ارتفاع الأسعار، ووقفة احتجاجية أخرى في مدينة أخرى حول مشكل آخر.
مشكلة هذه الصحف والقنوات التلفزيونية الإسبانية أن الثورة الموعودة التي ظل صحفيوها يبشرون بها قبل أسبوعين لم تقع في المغرب، رغم أنهم وفروا لها جميع أسباب الاندلاع عندما شبهوا المغرب بتونس ومصر، وجلسوا في مكاتبهم المكيفة ينتظرون وصول صور المتظاهرين وهم يحملون لافتات مكتوب عليها «يسقط النظام».

«أن تعدلوا هو خير لكم»

في الوقت الذي يتمنى فيه مواطنو الكثير من الشعوب العربية بالليل والنهار رحيل رؤسائهم الخالدين، إما خارج بلدانهم على يد الثورة أو إلى المقبرة على يد عزرائيل، نرى كيف يضع مواطنو جنوب إفريقيا، ومعهم ملايين الأحرار عبر العالم، أيديهم على قلوبهم خوفا من رحيل الزعيم الجنوب إفريقي «نيلسون مانديلا».
فقد كان كافيا أن يصاب القفص الصدري للرئيس السابق بالتهاب حتى يصاب الشعب الجنوب إفريقي برمته بالخوف من إصابة رئيسه السابق بمكروه.

صباح الفل والياسمين


رغم ما يحدث في مصر اليوم من مخاض عسير ودموي للديمقراطية الموعودة، فإن المصير السياسي الذي ينتظر الحسم ليس هو مصير الرئيس المصري «حسني مبارك» وإنما مصير الرئيس الأمريكي «حسين باراك». فقد تعهد «أوباما»، أمام منظمة «الأيباك» الصهيونية، في حالة دخوله البيت الأبيض، بضمان أمن وسلامة إسرائيل. واليوم، يشكل احتمال سقوط نظام مبارك في مصر أخطر تهديد لأمن إسرائيل منذ حرب أكتوبر. ولذلك، فساعة الحقيقة دقت بالنسبة إلى حسين باراك أكثر مما دقت لحسني مبارك.
وليست مصادفة أن يعلن الرئيس الأمريكي عن نيته الترشح لولاية ثانية يومين بعد اندلاع ثورة «الفل» في مصر، فإخماد هذه الثورة المصرية، مثلما يحدث مع ثورة «الياسمين» في تونس على يد الجنرال رشيد عمار، سيكون بمثابة البرنامج الانتخابي الحاسم لأوباما. وفشله في إخماد هذه الثورة سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهره وظهر حزبه في الانتخابات الأمريكية الرئاسية التي بدأت نيرانها تشتعل منذ الآن.

الجرعة المميتة للأنانية

في تونس كما في مصر واليمن والجزائر وكثير من الدول العربية، بمجرد ما أشهر الشعب أنيابه في وجه حاكميه، بادر هؤلاء الحاكمون إلى اتهام «الأيادي الخارجية»، وكأنهم لا يريدون أن يفهموا أن أياديهم الداخلية هي سبب المشكلة، وأنهم أثقلوا على شعوبهم بما فيه الكفاية، وأن وقت رحيلهم قد حان.
إنهم يطلبون من شعوبهم أن تكون غبية لكي تنطلي عليها الحيلة وتستمر في تحمل رؤية زعمائها الموميائيين بوجوههم المنفوخة بالبوطوكس وشعورهم المصبوغة بالأسود والمسرحة بالسوشوار لسنوات أخرى طويلة.
إنهم يطلبون منهم أن يكونوا مواطنين صالحين، وهم عندما يطلبون منهم ذلك فإنما يقصدون أن يكونوا مواطنين صالحين لهم ولأبنائهم وعائلاتهم.

يا الخايف من العافية رد بالك من الما

من الطبيعي، بعد كل هذه الحرائق التي تندلع هنا وهناك داخل مدن العالم العربي، أن تستنفر مصالح وزارة الداخلية عندنا رجالها تحسبا لإضرام المواطنين النار في أجسادهم للتعبير عن احتجاجهم.
ويبدو أنه بعد انتشار هذا الطقس المجوسي في المغرب، يجب أن تفكر الإدارة العامة للأمن الوطني في تجهيز رجال أمنها بوسائل إطفاء الحريق عوض الهراوات.
ولو أن «الحريك» في المغرب ليس شيئا جديدا، فأول «حراك» في التاريخ هو طارق بن زياد الذي أحرق سفن العودة عند فتحه للأندلس، لكي يمنع رجاله من التولي يوم الزحف على شبه الجزيرة الإيبيرية.

مفارقات للتأمل


المتتبع النبيه لما يحدث عبر العالم هذه الأيام ويربطه بما يحدث في تونس، يخرج بخلاصة مفادها أن العالم أصبح يسير بالمقلوب. فما هو مسموح به للآخرين ممنوع على العرب والمسلمين، تحت ذريعة حمايتهم من التطرف، وذلك بممارسة الوصاية على شعوبهم وأنظمتهم على حد سواء.
والمثير في الأمر أن العالم بأسره انتبه إلى مغادرة الدكتاتور بنعلي لتونس، وباركت أمريكا «التغيير» الذي حدث في البلد، رغم أنها تعرف أكثر من غيرها أن علي بابا هرب لكن الأربعين حرامي لازالوا جميعهم في البلد، وبعضهم في الحكومة المؤقتة ينتظرون الفرصة لكي ينتقلوا إلى الحكومة المؤبدة التي سيفرزونها من صناديق الاقتراع تحت مراقبة الأمم المتحدة، راعية الفوضى العالمية الجديدة.
لكن هذا المنتظم الدولي، الحريص على مستقبل الشعب التونسي والخائف عليه من الدكتاتورية الأصولية، والذي انشغل إعلامه ورؤساؤه بالتعليق على فرار الدكتاتور بنعلي على أطراف أصابعه خارج تونس، لم يولِ الاهتمام نفسه لعودة دكتاتور قديم اسمه «جون كلود دوفاليي» إلى بلاده التي دمرها زلزال طبيعي.
فقد عاد دكتاتور «هايتي»، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد ونهب خيراتها طيلة سنوات، رافعا شعار إنقاذ بلاده الحبيبة من الدمار الذي حل بها، بعدما نسيتها دول العالم وانشغل كل نظام بأزمته الاقتصادية والسياسية الخاصة.
طبعا، فعودة دكتاتور سابق إلى بلاده وإعلانه عن رغبته في استعادة مقاليد الحكم لا يشكل أي إحراج بالنسبة إلى البيت الأبيض وقصر الإليزيه، المستعمر السابق لهايتي. فهذه الدولة الفقيرة تحولت إلى بلاد شبح تتفشى فيها الأمراض والأوبئة والشعوذة، ولذلك فالبيت الأبيض وقصر الإليزيه مهتمان أكثر بفرار دكتاتور تونس حاملا فوق ظهره احتياطي البلاد من الذهب.
ولعل المفارقة الغريبة في الموقف الأمريكي هي أن يشيد «أوباما»، غداة فرار الدكتاتور بنعلي، بشجاعة الشعب التونسي ووقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب حق الشعب التونسي في «إسماع صوته للحصول على الحقوق العالمية التي يجب أن نحافظ عليها». لكن عندما يثور الشعب المصري وينزل إلى الشوارع ويطالب برحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي يبشر بها «أوباما» الشعب التونسي، تخرج وزيرته في الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون» لكي تقول إن النظام المصري مستقر.
بعبارة أخرى، فمطالب الشعب المصري للحصول على «الحقوق العالمية» لم تجد آذانا صاغية لدى ساكن البيت الأبيض، مثلما لم تجد مطالب الشعب الفلسطيني قبله الآذان الصاغية نفسها رغم أن هذا الشعب قضى ما يزيد على 54 سنة من القهر والعذاب تحت أحذية الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من طرف البيت الأبيض.

مسامر الميدة


هناك أمثلة كثيرة في المغرب تجسد، عن قرب، ما وقع في تونس عندما نزل الشعب إلى الشارع وهرب الرئيس ثم اكتشف الشعب أن رجال هذا الأخير لا زالوا يمسكون زمام الأمور.
عندنا في المغرب، تعالت أصوات الصحافيين منددة بالسرقات التي تحصل في المكتب الوطني للمطارات، أرسل المجلس الأعلى للحسابات قضاته وأرسلت المفتشية العامة للمالية محاسبيها لكي ينجزوا تقاريرهم. وفي الأخير، اكتشفوا أن ما كانت تندد به الصحافة المستقلة كله صحيح، وأن سرقات بالملايير تمت داخل هذه المؤسسة التابعة لوزارة التجهيز والموضوعة تحت وصاية وزارة المالية.

وسخ الدنيا


إلى حدود اليوم، سلط المراقبون الأضواء، بخصوص الثورة الشعبية التونسية، على تصريحات المعارضين والثوار والذين يطالبون بحراسة الثورة من لصوصها، كما سلطوا الأضواء على ردة الكثير من معاوني النظام السابق وأزلامه والذين أرادوا رتق بكارتهم السياسية بإعلانهم الندم والتوبة والبراءة من النظام السابق.
لكن المثير في الأمر أنه لا أحد انتبه إلى موقف الأثرياء العرب من هذه الثورة. وما شد انتباهي شخصيا هو أنه في كل مرة يقوم عربي مسلم بعمل بطولي أو يستشهد دفاعا عن مواقفه وأفكاره، يسارع أثرياء في الخليج العربي إلى المطالبة باقتناء الأداة التي كانت وسيلتهم لبلوغ الشهادة أو المجد.
فهؤلاء الأثرياء لا قدرة ولا رغبة لهم في الثورة أو القيام بعمل بطولي يدخلهم إلى التاريخ، فهم، بحكم ثروتهم الفاحشة، يعتقدون أنهم قادرون على شراء كل شيء، بما في ذلك المجد، ولذلك ينتظرون أن يقوم أحد أفراد الشعب بما يستوجب الاحترام والتبجيل، ثم يفتحون المزاد العلني على أدوات الثورة.

فتش عن إسرائيل

عندما كتبنا في هذا الركن قبل أيام أن الجنرال بنعلي هرب من تونس تحت حماية إسرائيلية، وشرحنا كيف أن تل أبيب كانت المتضرر الأكبر من سقوط دكتاتور تونس، اعتقد البعض أن الأمر يتعلق بفصل جديد من فصول نظرية المؤامرة التي يحتمي وراءها المسلمون كلما استعصى عليهم فهم ما يجري حولهم من أحداث وتغييرات.
بالأمس جاءنا تأكيد الكلام الذي قلناه، لكن هذه المرة ليس على لسان صحافي أو كاتب رأي أو محلل، وإنما على لسان نائب الوزير الأول الإسرائيلي «سيلفان شالوم» والذي قال بالحرف في حوار أعطاه مساء الجمعة الماضية لراديو إسرائيلي: «إن انهيار النظام التونسي المقام من طرف زين العابدين بنعلي، يمكن أن تكون له عواقب خطيرة. نخشى أن نكون قد أصبحنا أمام مرحلة جديدة وحرجة في العالم العربي. وفي حالة انهيار النظام التونسي الحالي، لن يكون أمن إسرائيل مهددا في الوقت الحالي، لكن ما حدث يشكل سابقة يمكن أن تتكرر في دول عربية أخرى، وبالتالي سيتأثر استقرار نظامنا بشكل مباشر».

قصيدة من أجل تونس


1


عندما رأى الزعيم الكرسي لأول مرة
خفق قلبه بشدة
وارتعشت أطرافه عن آخرها
حسم أمره ولم يتردد لحظة واحدة
مضى إلى الشعب وطلب يده
ومن أول يوم
سقط الزعيم في حب الكرسي
وسقط الشعب في الورطة!

ثورة الملك والشعب


ما حدث في تونس يجب أن يفتح أعيننا جميعا على ضرورة الشروع في إنجاز ثلاث ثورات عاجلة وهادئة في المغرب: الأولى داخل جهاز القضاء، والثانية داخل الأحزاب السياسية، والثالثة داخل القطب الإعلامي العمومي.
بالنسبة إلى جهاز القضاء، هناك ثلاثة مستويات لإصلاح هذا القطاع المعطوب: هناك القضاة وكتاب الضبط وجهاز الدفاع، أي المحامون. وطيلة أشهر وجهاز كتاب الضبط يحتج ويضرب عن العمل من أجل تنزيل مطالب القانون الأساسي لممتهني كتابة الضبط. وعوض أن تجد الحكومة حلا لهذه الكارثة التي تعطل محاكم المملكة ومعها شؤون عباد الله، اكتشفنا أن المحامين انضموا بدورهم بالأمس إلى هذه الحركة الاحتجاجية في أغلب محاكم المملكة وتوقفوا عن العمل ورددوا شعارات غاضبة بسبب وجودهم في حالة بطالة منذ أشهر طويلة بسبب الإضرابات الأسبوعية المتكررة لكتاب الضبط.

برا يا الباس

يبدو أن هناك جهات غير متفقة مع ما قلناه قبل يومين في هذا العمود، من أن المغرب لا يشكو، مثل تونس والجزائر وليبيا ومصر وسوريا، من مشكل في نظام الحكم وإنما يشكو من مشاكل في نظام الحكامة.
وحسب هذه الجهات غير المتفقة مع هذا التحليل، فإن «الماسكين بالسلطة» في المغرب هم من وجهونا نحو هذا القول من أجل الفصل بين ما يحدث في تونس وبين المغرب. وهذا ما يبرر، حسب هؤلاء «المحللين المحلفين»، كل «الإعلانات المشبوهة» التي يغدقها علينا هؤلاء «الماسكون بالسلطة».
أولا، إذا كانت هناك جهات ترى أن المغرب لديه مشكل «نظام حكم» وليس مشكل «نظام حكامة»، فعلى هذه الجهات أن تتحلى بالجرأة الضرورية وتعلن عن نفسها صراحة. أما أن تختفي وراء ما يحدث في تونس لكي تقطر الشمع وتمارس عادة «التقلاز من تحت القشابة»، فهذا منتهى الجبن السياسي والأخلاقي.

كراس من نوع «طيفال»


أمثال بنعلي وزوجته «الكوافورة» موجودون عندنا بكثرة في المغرب. وكم من أمين عام خالد على رأس حزبه تسيره زوجته من وراء الستار. وهم يتوارثون أحزابهم وكراسي الحكومات أبا عن جد، ويورثون أبناءهم وبناتهم في المؤسسات العمومية والبنكية كما لو كانت ممتلكات خاصة بهم لا يحق لأبناء الشعب الوصول إليها.
ولعل أحد أسباب ترهل الأحزاب المغربية وضعفها وفقدانها لمصداقيتها في عيون الشعب، هو تحولها إلى دكاكين انتخابية صالحة لشيء واحد فقط، وهو الوصول إلى كراسي السلطة، إلى الحد الذي أصبحت معه الأحزاب تفر من المعارضة كما يفر المرء من الجذام. وقد رأينا كيف تبرأ الاتحاد الاشتراكي من المعارضة كما لو كانت تهمة، بعدما شيد مجده التاريخي على أكتاف هذه المعارضة.

الواد السكوتي


أسبوعا واحدا على صدور التقرير السنوي لمجلة «أنترناشيونال ليفينغ»، المتخصصة في فنون العيش، والذي وضع تونس في المرتبة الأولى عربيا على مستوى «جودة الحياة»، كشف نزول الشعب إلى الشارع وإمساكه بالسلطة وهروب الرئيس أن الحياة في تونس لم تكن جيدة كما كانت تصفها بذلك المجلة الإيرلندية المتخصصة.
هذا يعني أن التقارير الدولية التي تمنح الأنظمة والدول العربية شهادات حسن السيرة والسلوك، أو علامات التنبيه أو العتاب، ليست جميعها على صواب، فهي محكومة -في الغالب- بحسابات القوى العظمى التي تتحكم في توجيه «عتابها» أو «نصائحها» إلى هذه الأنظمة.

خايب الهاربين


السياسة أشبه بطبخة مكونة من خليط متنوع من المواد الغذائية والبهارات والملونات. ومن أجل أن تنضج هذه الطبخة يجب أن تكون موضوعة فوق نار هادئة وأن يكون غطاء الطنجرة منفرجا بعض الشيء لكي تتنفس الطبخة.
السلطة، دورُها، مثل دور أية خادمة في البيت، هو أن تصيخ السمع إلى صفارة طنجرة الضغط وهي تدور وتصفر، وتضيف الماء في الوقت المناسب حتى لا تحترق الطبخة.
هذا الدوران والصفير الذي يتسرب منه الضغط هو ما نسميه بالاحتجاجات الشعبية والنقابية والحزبية والصحافية التي تموج داخل طنجرة المجتمع وتظهر على السطح.

على سبيل الذكرى


وأنت تجرجر خطواتك بكسل نحو الحمام في الصباح لكي تغسل أسنانك، تاركا للمياه أن تنهمر من الصنبور، تذكر أن غيرك يخرج منذ الفجر ويسير لساعات طويلة لكي يقف في صف طويل أمام الآبار والسواقي بانتظار دوره للحصول على قطرة ماء.
وأنت تدير مفتاحك في قفل باب فيلتك الحديدي المصفح، تذكر أن غيرك مازال بلا بيت، ومازال يسند باب كوخه بالمكنسة.
وأنت تملأ حوض السباحة في إقامتك الفسيحة تحسبا لضيوف مفاجئين، تذكر أن غيرك لازال يملأ الأسطل وأواني الغسيل تحسبا لعطش مفاجئ.
وأنت تدخن سيجارك الكوبي الفاخر، تذكر أن غيرك يحاول توفير ثمن ما تدخنه لكي يستطيع اقتناء رشاشة «الفونطولين» لأطفاله المصابين بالربو.

الأمور إلى أهلها

يقترب الوالي «الهمام»، الذي حط بولاية وجدة، من إتمام سنته الأولى على رأس هذه الجهة المهمة والمنسية من المغرب التي اسمها الجهة الشرقية.
ويبدو أن قضاء الوالي «الهمام» لكل هذه الأشهر على رأس ولاية وجدة لم يفلح في تحريك الأوراش التي تركها الوالي السابق الإبراهيمي، والتي توقفت جميعها بعد ذهابه إلى «مستودع الملابس» في وزارة الداخلية لكي «يرطاب» له رأسه «القاسح».
وعكس الوالي السابق الإبراهيمي، فالوالي الحالي «الهمام» رأسه صغيرة ويسمع كلام أولياء نعمته ويطبقه بحذافيره، وليس مثل الوالي الإبراهيمي الذي «طار» من منصبه بعدما رفض «النزول» عند طلب رئيس الجهة، علي بلحاج، وإعطاء موافقة الولاية على إسناد صفقة بمليار و200 مليون إلى مكتب الدراسات المحظوظ «فاليانس» لصاحبه محسن الجازولي، لإعداد دراسة حول استراتيجية التنمية للجهة الشرقية، بدون اللجوء إلى طلبات عروض تشارك فيها مكاتب الدراسات الأخرى.

رسوم التحليق

كما تعهدنا بذلك، فإننا سنستمر في النبش في الملفات السرية للمكتب الوطني للمطارات على عهد مديره السابق عبد الحنين بنعلو وذراعه الأيمن أمين برق الليل، الذي لا يزال محسوبا على هذه المؤسسة العمومية.
ورغم أن القضاء اختار أن يمارس سياسة النعامة أمام كل الأدلة التي قدمناها بخصوص مخالفات الموظفين لقانون الوظيفة العمومية، ورغم أن جمعيات حماية المال العام اختارت الانشغال بأشياء أخرى غير مطالبة القضاء بمتابعة المتورطين في نهب المال العام وإجبارهم على إرجاعه، فإننا سنستمر في رحلة البحث عن المزيد من الأدلة والوثائق التي تفحم بنعلو وبرق الليل، فلا هما قادران على الرد وتكذيب ما ننشره، ولا هما قادران على اللجوء ضدنا إلى القضاء.

لا حياة لمن تنادي


أمام أحد القضاة وقف لصان، الأول متابع بسرقة مليار، فيما الثاني متابع بسرقة «بالا» من التبن.
وعند النطق بالأحكام، صدر حكم بالبراءة في حق سارق المليار، فيما سارق التبن أخذ ستة أشهر حبسا نافذا.
فاندهش اللص سارق التبن وقال للقاضي مستنكرا:
- «أسيد القاضي، هادي عندك معيقة بزاف، واش اللي سرق مليار تعطيه براءة واللي سرق بالا ديال التبن تحكم عليه بالحبس»...
فأجابه القاضي بهدوء:
- «وعلاه طاصيلتك عطاوك خباري أنا كناكل التبن»...

جاكي شان فجمعة لرياح

لم تعد بعض المؤسسات العمومية تقف مكتوفة الأيدي أمام استغلال مديريها لنفوذهم من أجل الاغتناء واختلاس المال العام في خرق سافر للقانون، بل أصبحت بعض هذه المؤسسات تتجرأ بنفسها على خرق القانون.
ولعل لجوء الإدارة العامة للدرك الملكي إلى استعمال رادارات غير قانونية لقياس السرعة على الطرقات، في تعارض صارخ مع مدونة السير التي صوتت عليها الأغلبية في البرلمان بغرفتيه وخصصت لها الحكومة ميزانية كبيرة لشرحها وتبسيط بنودها للمواطنين، يعتبر النموذج الأمثل للاستهتار بالقانون واحتقاره.

ما قدو فيل





طباعـة أرسل لصديق أضف تعليق


هناك قصة حقيقية تعود إلى نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر تلخص، بشكل دقيق، ما آل إليه الوضع في الجزائر هذه الأيام.
فقد صادف أن لمعت فكرة تقديم هدية إلى زعيم قبيلة آيت يحيى، سيدي عامر أو القاضي، في رأس أحد التجار الأفارقة الذين كانوا يتاجرون في الجزائر، عبر «تامبوكتو».
ولم تكن هذه الهدية سوى فيل جلبه معه التاجر من أدغال إفريقيا وقدمه هدية لزعيم القبيلة. ومن شدة فرحة وولع سيدي عامر بالفيل، أصبح يخصص له كل وقته واهتمامه، فانصرف إلى رعايته وأهمل شؤون القبيلة. لكن الأخطر من ذلك هو أن الزعيم أصبح يخصص للفيل نصيبا كبيرا من محاصيل القبيلة الزراعية كأكل. فأصبح الزعيم لا يتحدث إلا عن الفيل «عطي للفيل، زيد الفيل»، إلى أن أصبح الفيل الشغل الشاغل لسيدي عامر والمستهلك الأول للمحاصيل الزراعية.

الديمقراطية هي الحل

 17/2/2011
شكلت الانتفاضات الشعبية، التي أطاحت بالدكتاتورين بنعلي وحسني مبارك وزلزلت أركان العديد من الأنظمة العربية في الشرق الأوسط والمغرب العربي، فرصة مناسبة لبعض الأحزاب والحركات السياسية والتنظيمات الحقوقية والشبابية ورجال الأعمال المغاربة والصحافيين للتعليق على انتفاضتي تونس ومصر، والتعبير عن مواقفهم من مطالب التغيير التي حددت يوم 20 فبراير موعدا للحسم في هذه المطالب في الشارع.
كمتتبع لردود الأفعال المتباينة التي صدرت عن هذه الجهات، أود أن أدلي بملاحظات شكلية وأخرى جوهرية حول دوافع ومحركات هذه الجهات، أرجو أن يتسع لها صدرها وصدر من تتوجه إليهم بمطالبها المنادية بالتغيير.

وحنا، كيفاش زعما

 بقلم رشيد نيني
بعد سقوط رئيسين عربيين في ظرف شهر واحد على يد الشعب الغاضب الذي خرج يطالب بالتغيير، ووجود رؤساء عرب آخرين في لائحة الانتظار، بات من الضروري أن نطرح السؤال الكبير الذي يغذي مسامرات المغاربة في المقاهي الشعبية وجلسات العائلات في بيوت الطبقات الوسطى وسهرات البورجوازية في صالونات الرباط والدار البيضاء المترفة.

«العظمة ما منوش غير الفلوس اللي ما عندوش»

كتبهاRachid NINI ، في 9 فبراير 2010 الساعة: 08:29 ص

إنه لمن المحزن دائما أن يضطر الصحافيون بين وقت وآخر لحضور جنازة مجلة أو جريدة، وتعزية مديرها بكلمات حارة قبل أن ينصرف المعزون إلى شؤونهم وينسى الجميع الفقيد مع مرور الوقت.
لكنه من المؤسف أيضا أن نرى كيف يتقبل الصحافيون الشتائم دون أن يحركوا ساكنا من عائلة الفقيد عوض الدعاوي بتعشير الخطوات.
عندما يقول «بوبكر الجامعي» أنه سيعتزل الصحافة نهائيا لأنه «لا مكان لصحافة حرة في المغرب»، فإنه يقول لكل الصحافيين الذين حجوا إلى مقر الحزب الاشتراكي الموحد لحضور تأبين مجلة «لوجورنال»، بأنه الوحيد الذي كان يمارس الصحافة الحرة في المغرب، وباعتزاله وإغلاق مجلته فإن الصحافة الحرة ستنقرض في هذه البلاد إلى الأبد.

سمع على ودنيك

كتبهاRachid NINI ، في 6 فبراير 2010 الساعة: 19:20 م

لدي في بريدي رسالتان مهمتان لوزيرين في الحكومة: الأولى لغلاب الذي يريد تطبيق مدونة السير في أكتوبر، دون أن يأخذ بعين الاعتبار تداعيات هذه المدونة على مستعملي الطريق، والثانية لوزير الهجرة عامر الذي يريد التكفل بمصاريف تذاكر سفر المغربيات اللواتي يشتغلن في الدعارة بالخليج نحو المغرب، وينسى أن هناك جثثا لمهاجرين مغاربة تعيش عائلاتها الجحيم من أجل إعادتها إلى أرض الوطن، أولى بالتكفل بها.
لو أنني مكثت أكتب يوميا حول مدونة السير الجديدة لما نجحت في إيصال المعنى مثلما استطاع ذلك قارئ بعث إلي برسالة من إيطاليا يتحدث فيها عن معاناته مع آفة الرشوة على الطرقات المغربية.

سْكُت لَـمُّك سْكُت

كتبهاRachid NINI ، في 6 فبراير 2010 الساعة: 19:19 م

كل الذين تابعوا نشرة أخبار الثامنة والنصف بالقناة الأولى ليلة السبت الماضي، فهموا الرسالة الإعلامية التي يود المدير العام للقطب العمومي «المتجمد» إرسالها، وهي أن الإعلام العمومي يوجد في خدمة «الناس الألبة»، وإذا تعرض لمآسي المواطنين فمن باب التشفي ليس إلا.
والدليل على ذلك أن نشرة الأخبار افتتحت تقاريرها بعمليات إلقاء المواد الغذائية عبر مروحيات الدرك الملكي لإغاثة سكان زاوية أحنصال بنواحي أزيلال المحاصرين وسط الثلوج، وصورت معاناة آلاف المواطنين الذين يتصارعون من أجل الظفر بكسرة خبز أو غطاء يدفئ أطفالهم في تلك الجبال الوعرة.
لكن القناة أصرت على ختم النشرة بتقرير مصور عن سهرة ليلة الجمعة، عيد المسلمين، التي أحيتها المغنية اللبنانية «إليسا» في مرقص كباريه «مازاغان» بالجديدة، حيث وصل ثمن الدخول إلى 4000 درهم للضيف.

المرات التي فاتك أن تشبه فيها نفسك

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:56 ص

كم مرة فكرت في تحريك رأسك دلالة على الرفض القاطع، ثم أقنعوك بالتراجع وتحريكه دلالة على الخنوع، ومن ذلك الحين وأنت لا تستطيع تفسير سبب الصداع النصفي المزمن الذي تشعر به.
كم مرة فكرت في البكاء، ودفعا لكل تفسير سيئ النية انتهيت إلى أن تشهر أسنانك كلها في ضحكة صفراء وبليدة وبلا معنى.
كم مرة تآمرت على نفسك لصالح الآخرين وضيعت حقوقك كاملة في سبيل أن ينالوا هم حقوقهم، وعوض أن يثنوا عليك ويشكروا لك إيثارك ونبلك، شكروا غيرك.
ولفرط أنانيتهم شكروا أنفسهم أيضا.
كم مرة حلمت بإنقاذ هذا العالم البائس وانتشاله من الانحطاط وتطهيره من الحثالات التي تقوده إلى المزيد من القذارة، وعندما أفقت من حلمك وجدت نفسك عاجزا حتى عن حلق ذقنك وإخراج سطل قمامتك إلى الشارع.

لوكان الخوخ يداوي

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:54 ص

ما تقوم به فرق برلمانية هذه الأيام في البرلمان مع الصحافة ينطبق عليه كثيرا المثل المغربي القائل «خلات تشطب باب دارها ومشات تشطب باب الجامع».
السادة النواب، الذين أظهروا انشغالهم بوضعية الصحافة المتأزمة في المغرب، نسوا أن الوضعية الأكثر تأزما اليوم في المغرب هي وضعية البرلمان بغرفتيه. فبالأمس فقط، لم يحضر آخر جلسة خريفية في البرلمان سوى بضعة نواب ومستشارين فيما بقيت ثلاثة أرباع المقاعد فارغة. ولم يصوت على مشروع القانون المتعلق بالطاقات المتجددة ومشروع قانون المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومشروع قانون مدونة السير سوى بضعة نواب.
هؤلاء النواب، الذين ينظمون ندوة حول أزمة الإعلام المغربي، لم يصوت منهم على قانون المالية سوى 116 نائبا من أصل 325 نائبا. أما مدونة السير التي أصيب المغرب بسببها بالشلل خلال الإضراب العام لمستخدمي النقل، فلم يصوت عليها سوى 35 نائبا.
إذن، هؤلاء النواب، الذين لا يكلف أغلبهم نفسه مشقة الحضور إلى البرلمان، تريد فرقهم اليوم إعطاء الصحافيين الدروس في المهنية والأخلاق والواجب الوطني. «أجي أمي نوريك دار خوالي».

شاف الربيع ما شاف الحافة

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:53 ص

يبدو أن وزير النقل والتجهيز كريم غلاب «سبق الفرح بليلة»، كما يقول المغاربة. فقد نظم في بيته مأدبة عشاء على شرف رؤساء الفرق النيابية في الغرفتين والتي صوتت لصالح مدونة السير، وأقصى رئيس فريق العدالة والتنمية الذي صوت ضدها من حضور وليمته. وربما يعتقد الوزير أنه «قطع الواد ونشفو رجليه»، ونسي أن هناك تحالفا نقابيا جديدا، مكونا من 16 نقابة صغيرة، بدأت تلوح بوادره في الأفق، يستعد قريبا لشن إضراب عام في قطاع النقل احتجاجا على البنود السالبة للحرية والغرامات المرتفعة التي تنص عليها مدونة السير..
ويبدو أن مستخدمي قطاع النقل فهموا أخيرا أن المركزيات النقابية «التاريخية» التي رضخت لمدونة غلاب كلها تتحرك وفق أجندة سياسية تمليها الأحزاب التي تدور في فلكها. لذلك فكروا في تأسيس نقابات مستقلة تحاول اليوم إسماع صوتها وكسر احتكار المركزيات النقابية لمقاعد طاولة الحوار الاجتماعي.

شربو صحة

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:52 ص

أحسن شيء يمكن أن يصنعه فيصل العرايشي، المدير العام للقطب الإعلامي العمومي، للمساهمة في النقاش الدائر حول بيع الخمر في المغرب، هو الدخول في مفاوضات مع قناةM6 الفرنسية الخاصة من أجل اقتناء حقوق بث الحلقة الأخيرة من برنامج Enquête Exclusive التي بثتها القناة ليلة الأحد الماضي، والتي تمحورت حول انتشار تعاطي الكحول وسط الطلبة الأمريكيين وطرق مكافحة السلطات لهذه الظاهرة. ففيها أجوبة مفحمة للذين يدافعون عن تقريب الخمور من المواطنين.
في سان فرانسيسكو، إحدى الولايات التي صور فيها البرنامج، اكتشفنا أن الطلبة والشباب، الذين لا يبلغون سن الواحدة والعشرين، من العمر لا يستطيعون قانونيا اقتناء الكحول. ولهذا السبب، ظهر على الوجود نشاط آخر غير قانوني للتحايل على الباعة، وهو تزوير السن في رخص السياقة.

دهن «السَّيرْ» يسير

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:50 ص

توصلت، كغيري من مدراء الجرائد، برسالة من بعض الفرق البرلمانية للمشاركة في ندوة تود هذه الفرق تنظيمها حول الصحافة. وقد أسند أمر تنظيم هذه الندوة إلى جمال الدين الناجي، الشخص نفسه الذي كان إدريس البصري قد كلفه بإعداد أرضية المناظرة الوطنية حول الإعلام.
عندما اطلعت على الرسالة، قلت مع نفسي إن الفرق البرلمانية تركت «تشطيب» باب دارها وأرادت «تشطيب» أبواب عباد الله. فالإشكالية الأخطر والأكثر استعجالية التي تحتاج إلى أيام دراسية ليست إشكالية الصحافة، بل إشكالية تسفيه وتتفيه العمل التشريعي في البرلمان بسبب غياب النواب أثناء التصويت على القرارات والقوانين المصيرية التي ترهن ثلاثة وثلاثين مليون مواطن.

على سبيل العادة

كتبهاRachid NINI ، في 1 فبراير 2010 الساعة: 10:49 ص

عادة ما تكون نوافذ البيوت مشرعة دلالة على وجود قاطنين، حتى لو كان القاطنون يعانون وحشة مزمنة وأغلبهم يشكو من العزلة.
عادة ما تكون الأبواب الموصدة دلالة على التكتم والانطواء، حتى لو لم تكن مقفلة على أحد ولا يوجد خلفها غير هواء قديم وصمت طالت أظافره مع مرور الوقت.
عادة ما تكون المستشفيات كئيبة بسبب حرمانها من عطل أيام الآحاد، لذلك تعذب كل أولئك المرضى الذين ينامون عندها، وأحيانا تبعث بهم إلى عائلاتهم داخل صناديق خشبية بأعضاء غير كاملة تقريبا.
عادة ما تكون للأطباء وقفة عسكرية ونظارات سميكة تقيهم شظايا الآلام المنفجرة هنا وهناك كبراكين صغيرة، عادة ما يجدون الكلمات المناسبة ليشرحوا أمامك أن حاجتك إلى الحياة ليست بأهم من حاجتهم إلى الراحة. وعادة ما يتبعون كلماتهم المهذبة بابتسامة تحير طويلا في مغزاها.
عادة ما تكون كلمات الاعتذار مرتبة ومعدة سلفا كملفات السكرتيرات، وكلمات التشكي مبللة بالدموع وكلمات الشتائم مطلقة على عواهنها.

الله يحد الباس أعباس

كتبهاRachid NINI ، في 23 يناير 2010 الساعة: 08:10 ص

عندما سألنا عمور، وزير «الدوران والتحواص» المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، عن رأيه في إشكالية دعارة المغربيات في بلدان الخليج، قال إن الموضوع مبالغ فيه، وإن الصحافة تضخمه من أجل رفع مبيعاتها.
لا نعرف إن كان السي عمور قد غير اليوم رأيه بعد الأحكام القاسية التي صدرت في حق شبكة السوريين الذين كانوا يستغلون المغربيات في الدعارة بالإمارات العربية المتحدة، والتي انتهت بسبعة من أفراد من شبكتهم في السجن المؤبد بينما أخذ ستة آخرون منهم عشر سنوات. أما المغربيات اللواتي فضحن الشبكة فلم تتخذ في حقهن المحكمة أية إجراء. فالقضاء في الإمارات العربية ليس كالقضاء في المغرب الذي يعاقب الضحايا عندما يفضحون جلاديهم، في الوقت الذي يتغاضى فيه عن الجلادين.
الأحكام التي صدرت في الإمارات ضد شبكة استغلال المغربيات في الدعارة درس للأمن والقضاء المغربيين اللذين يتساهلان، في عقوباتهما وأحكامهما القضائية، مع شبكات الدعارة. وهو درس أيضا لكل أولئك الفتيات اللواتي يفكرن في التوجه إلى الخليج للعمل في الدعارة، أو اللواتي ينخدعن بالعقود المزيفة للكباريهات والفنادق التي تقترح عليهن العمل كراقصات ومجالسات، وبمجرد ما ينزلن من الطائرة يكتشفن أنهن أصبحن أسيرات لأسيادهن السوريين واللبنانيين الذين يصادرون منهن جوازات سفرهن ويتاجرون في لحومهن وهن أحياء.