الجمعة، 6 مايو 2011

من أجل رشيد نيني "جبناء أيتها الأحزاب والمنظمات الحقوقية"

بقلم: ليلى بن الرايس

  
وأنا أتابع جلسة التحقيق مع رشيد نيني في محكمة عين السبع، تيقنت كامل التيقن بأننا في دولة لا زال بينها وبين الديمقراطية عشرات السنين، هذا إذا لم نقل مئات السنين، وأقسم أنني وبدون شعور قد ذرفت دموعا لم تطاوعني وتلزم مقلتاي رغم محاولاتي اليائسة لحجبها، وكيف لا أفعل وأنا أرى مواطنا مغربيا أبيا وحرا وشهما ومتشبعا بقيم الإسلام والأخلاق النبيلة يساق إلى قاعات المحاكم وعنابر السجون كما يساق المجرمين، في الوقت الذي كان ينبغي أن يساق من تضمنتهم مقالات وأعمدة رشيد نيني من المفسدين، ومن ناهبي المال العام، هل نحتاج لأدلة وبراهين كي نثبت تورط قضائنا المغربي حتى النخاع في الفساد، وإذا شاء السادة وكلاء الملك بربوع الوطن أن نقدم لهم الأدلة والبراهين على تورط القضاء فنحن مستعدين للنيابة عن رشيد نيني في تقديم الأدلة التي يطالبونه بها، فلتخصصوا دقائق من وقتكم لتراجعوا الأحكام التي تنطق بها جلساتكم في مختلف المحاكم المغربية، فما قولكم عندما تنطق محكمة الاستئناف بسطات في حق محامي قام بقثل أخيه باستعمال بندقية صيد بثلاث سنوات سجنا رغم وجود ظروف التشديد، في الوقت الذي يحكم فيه على معتقلي الرأي بعشرات السنين،
وهل يكفي وكيل الملك المكلف بتجرجير رشيد نيني أن نزوده بدليل من مسلسلات "الحكم بالبراءة" في عدد من القضايا الساخنة، والبداية من مكناس، حيث قضت الغرفة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بمكناس في مارس وأبريل 2008 بتبرئة المتهمين في قضية تغسلين، المعروفة ب "قضية أبو علي"، من بينهم رقية أبو عالي المومس التي هزت عرش القضاء في المغرب، بعد كشفها عن أقراص مدمجة تتضمن مشاهد جنسية ساخنة تجمعها مع أحد القضاة، الذي قالت بأنها كانت ضحية لابتزازه وابتزاز شخصيات أخرى، وقد كتب الأستاذ محمد سامي بمدونة سوس بريس وهو قاض متقاعد شهادات عن نماذج للقضاة المغاربة لسنوات السبعينات والثمانينات وما يليها من السنوات شهادة لا يمكن الاستهانة بها وخاصة إذا علمنا أن الكاتب ليس مجرد صحفي أو كاتب مقالات، وإنما هو شاهد من أهلها يشهد شهادة حق،
وإليك سيدي الوكيل المكلف بتجرجير رشيد نيني حتى يكون عبرة لباقي الصحفيين الذين ابتلعوا ألسنتهم هذه الأيام وصمتوا ولم نعد نسمع لهم حرفا، إليك مقتطفا من شهادة هذا القاضي المحترف الذي مرّ عبر عدة محاكم مغربية: "وأؤكد لكم بكل صدق على أنني أصبحت أخجل من أن أقدم نفسي لكل شخص جديد أتعرف عليه وأقول له بأنني قاضي، لأن القاضي أصبح ملتصق في عقول المغاربة بشخص مرتشي فاسد يقبض المال ليبرأ أو يخفف الحكم، وفي بعض الأحيان يدين شخصا بريئا لكسب مال خصمه...... في عقد السبعينيات من القرن الماضي كنا قضاة جدد عملنا مع طينة من القضاة أغلبهم متخرج من جامعة القرويين وكانوا فقهاء بمعنى الكلمة والكثير منهم كانوا رجال تعليم، ورغم أن منهم من كان مرتشيا لكن نشهد الله والتاريخ بأنهم كانوا يخافون الله ..... رغم أن الأجرة الشهرية التي كانوا يتقاضونها جد هزيلة، لا مجال لمقارنتها مع ما يتقاضاه قضاة اليوم.....لا يمكن أن تجدهم في الخمارات أو المقاهي ....... كانوا غزيري العلم متبحرين في العلوم الفقهية والقانونية، ......أغلب هؤلاء القضاة تقاعدوا وضاع القضاء المغربي ........شربت من معين أخلاقهم وخوفهم من الله والضمير ويوم الحساب،.....ثم عملت مع جيل الثمانينات من القضاة وأقول بأن تحول طريق القضاء المغربي نحو الفساد والرشوة والزبونية بشكل كبير بدأ مع هذا الجيل وهو الفوج الثامن للمعهد الوطني للدراسات القضائية والمتخرجين من كليات الحقوق المغربية،
حيث ظهر الكثير من القضاة المرتشين الفاسدين الذين يريدون أن يغتنوا بجميع الوسائل اللامشروعة وبيع الأحكام،.... وأصبح الكثير من المسؤولين القضائيين في المحاكم مشاركين في هذا الفساد والرشوة، وأصبح القضاة النزهاء والشرفاء مهمشون".

هل اكتفيت سيدي الوكيل المكلف بتجرجير الصحافة المغربية وتجرجير صوت الحق أم أزيدك ؟
وأنتم يا من تتشدقون ليل نهار بأنكم تدافعون عن حقوق الإنسان وعن الحريات العامة، يا من تربعتم على رئاسة وعضوية مكاتب تسيير المنظمات الحقوقية والإنسانية بدون وجه حق، يا من تتشدقون بالدفاع عن الإنسان وعن المواطن المغربي فقط سعيا وراء حسابات بنكية وهبات وأوسمة، أين أنتم من ملف رشيد نيني وقضيته، سيسجل لكم التاريخ هذا الصمت وهذا التواطئ، فعندما يتعلق الأمر بملفات الشواذ الجنسيين والمثليين تقيمون الدنيا ولا تقعدونها، تعتصمون وتتمردون وتصرخون وتشجبون، وعندما يعتقل أحد وكالين رمضان أو يحجب فلم سينمائي جنسي تهرولون وتحملون اللافتات وتملئون صفحات الجرائد بالنداءات، أمّا رشيد نيني فليس إنسانا وبالتالي لا يدخل ضمن اختصاصات جمعياتكم ومنظماتكم وأحزابكم.
وأنتم يا أمناء الأحزاب السياسية المغربية، أين اختفت وجوهكم ؟ لم نرى لكم نظرة ولم نسمع لكم صوتا منذ اعتقال رشيد نيني، ولكن لا عليكم فالاستحقاقات الانتخابية لا زالت بعيدة، لقد مرغتم وجه السياسة والنضال في الوحل، فقط جماعة العدل والإحسان هي التنظيم الوحيد الذي رفع صوته ورأسه عاليا صادحا بالحق أطلقوا رشيد نيني.

وأخيرا أقول لك يا أخي رشيد نيني لا تحزن ولا تيأس.. فأنت حرّ ولو ركبوا القيود في يديك.. حر في قلوبنا وعقولنا.. سننتظر عند الأكشاك قدوم المساء كل صباح كي نرى من عينيك لكي نرى.. أو سنشوف من خلالك كي نشوف.. فالوطن بدونك أعمى لا يشوف.. ستمتلئ الصدور في صمت وهي تتابع مصيرك وتعذيبك ثم تهيج وتحرق الأخضر واليابس خلفهم في ثورات سلمية حضارية وتجرجرهم كما جرجروك.. فأنت نجم ولا تكتمل صورة المساء إلاّ بنجمك.. وألف تحية وتحية لكل مناضل شريف خرج للشارع صارخا أطلقوا رشيد نيني أطلقوا صوت الحق ومنبر الحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق